في رحاب ثورة الإمام الحسين -ع @@

في رحاب ثورة الإمام الحسين -ع -
عقيل عبد الخالق القيسي

في يوم عاشوراء يتوقف الزمن و يتوقف التاريخ ، و الارض تصبح غير الارض ، فقد خيم عليها سكون رهيب مهيب، ويبدأ الزمن من جديد و يبدآ التاريخ من جديد!
انها ثورة الامام الحسين _ ع _ و الزمان سنة (61) هجرية ، والمكان كربلاء .
فتعالوا معي لنرجع بالزمان الى الوراء ونقلب التاريخ حيث ثورة الامام الحسين بن علي _ عليهما السلام _ احد اعمدة اهل البيت الاطهار ، و احد الخمسة اصحاب الكساء و يكفيه شرفا ورفعة ان جده سيد الكائنات محمد (ص) ، و اباه بطل الاسلام الامام علي بن ابي طالب _ ع _ و امه فاطمة الزهراء البتول _ ع _ .
لماذا ثار الحسين ؟ هل طمعا في جاه او مال او سلطان ؟ و هل كانت ثورته من اجل الدنيا ؟ اسئلة تحتاج الى جواب موضوعي بعيد عن الانحياز و التطرف .
لقد ثار الحسين _ ع _ من اجل ان يستقيم الاسلام بعد ان حرفه المنحرفون الدنيويون ، و حمل السيف من اجل تدعيم و ترسيخ قيم السماء التي ارسى قواعدها جده محمد (ص) لقد ثار الامام الحسين ضد الشياطين الذين لبسوا لباس الدين و الاسلام. لقد انتفض بن بنت رسول الله دفاعا عن الاسلام ، و كانت ثورته ثورة عقائدية ايمانية اوقفت زحف الباطل و رفعت رايات الحق و الفضيلة و لم يبخل بحياته و اهل بيته و اصحابه ، فما قيمة الحياة امام الحق والعدل و مقارعة الظالمين؟. لقد اراد الامام الحسين ان تبقى دولة الاسلام خالدة تنشر اجنحتها حيث تشرق الشمس . و لم يخش طاغية و لا طغيانا ، في وقت انطلقت فيه الانانية تسود النفوس و الضمائر ، و ضعفت سطوة الايثار و التضحية و حب الحق والدفاع عنه ، و تحولت دولة الاسلام الى (سيوف و اموال) بعد ان كانت تستند الى على الايمان بحقها وواجبها في نشر رسالة الاسلام ، و ابتعدت عن جوهر العقيدة بعد ان خضعت لاهواء النفس و تحولت الى سلطة (مادية ) ، و اصبح الناس في نظر الحكام طبقات وطوائف في ظل نظام فاسد ابتعد عن تعاليم الاسلام ، و مثله السامية التي دعا اليها القران الكريم و النبي العظيم (ص ) . لقد اراد الحسين ان تسود المثل العليا و التي هي الهدف الذي يجب ان يلتزم به كل انسان مؤمن بانسانيته و كرامته . لقد اراد الامام الحسين الدفاع عن الصرح الشامخ الذي وضع نواته جده سيد الكائنات محمد (ص) . ثار الحسين رافضا الجبروت و الطغيان مدافعا مخلصا عن قيم السماء
قيم السماء التي تدعو في مجملها الى الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و البغي .
سؤال : لماذا شغلت ثورة الحسين المؤرخين و المفكرين من المسلمين و غير المسلمين ؟
و لماذا اعطت ثورة الحسين مالم تعطه اية ثورة في العالم من الدرس و التحليل ؟
و لماذا شغلت ثورة الحسين القاصي و الداني و على مر الزمن و العصور ؟
ان ثورة الحسين لم تكن ثورة تقليدية ضد حاكم جائر ، لقد كانت اسمى و ارفع و ابهى... انها ثورة قادها بطل بن بطل ترعرع في حضن الرسول الكريم (ص) و رضع من جده مبادئ الفضيلة و الحق والعدل و كذلك من ابيه وامه ، فهل هناك ارفع واسمى و اشرف من هذا السمو و هذه الرفعة و هذا الشرف ؟
لقد غيرت ثورة الحسين و جه التاريخ ، و رسمت بدمائه طريق الجهاد و المبدئية . لقد كانت ثورة من طراز خاص لا ولن يتكرر .
ان الامام الحسين ثائر حلق و مازال يحلق في التاريخ .. ثائراً من اجل الانسان و كرامته . شهر سيفه سيف الحق و قال كلمة الحق بوجه الطغاة و دهاقنة التسلط و الانحراف من الذين لا تعرف قلوبهم طعم الايمان و الرحمة . ان ثورة الحسين ثورة تتجدد كل عام و في كل عصر و زمان ، و سر هذا التجدد اصالتها و مبدئيتها ، و هنا تكمن عظمتها و عنفوانها و صوتها المجلجل الذي يسمع الذين لا يسمعون او الذين لا يريدون ان يسمعوا و هم قابعون في دهاليز الظلم و الظلمات على جماجم المستضعفين و يسحقون كرامة الانسان بجبروت الكفر و الرذيلة و ينهشون لحمه بمخالب لذاتهم و شهواتهم فها هو التاريخ يتجدد و الزمن يدور و الطغاة يذهبون الى مزابل التاريخ و ثورة الحسين تشمخ و تكتب بحروف من نور الايمان و العقيدة ، و تحفر في عقول و ضمائر و قلوب دعاة الحق و الحرية و تحرير الانسان .
و الان نحن في هذا الظرف ما احوجنا ان نستلهم من ثورة الحسين الدروس و العبر من اجل التمسك بمادئ الحق و العدل و الفضيلة كي نسير في دروب الايمان، ولنستفيد من ثورة الحسين المعاني السامية في الاخوة و التسامح و لنغسل نفوسنا و عقولنا و ضمائرنا من كل الادران و مغريات الشياطين و الاحقاد لكي نهزم جحافل الشر و البغضاء والكراهية .
سيدي ابا عبد الله :
سلام عليك يوم ولدت ، و سلام عليك
يوم استشهدت، و سلام عليك يوم تبعث حيا مع الصالحين، و طابت نفسك سيدي و طابت الارض التي احتضنت جسدك الطاهر .
[/center]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

الأخ الفاضل (محب العسكريين)

سملت يداك لهذا الطرح النوراني
فعلا ما أحوجنا ان نستلهم من هذه الثورة
المباركة كل ما من شأنه أن يعيد ويؤسس
ويؤطر للإنسان الحياة السامية الحياة الحقيقية
في ظل الدين والمعتقد الحق الذي ضحى لأجله
الحسين عليه السلام بنفسه وبأهل بيته وأصحابه النجباء
الذي من شأنه ان يبعث النور الأزلي ويدمر قوى الظلم
والطغيان والجور المستشري في كل البقاع ،،

الشكر الجزيل لك على الطرح المميز
لاحرمنا فيض عطائك النوراني المتجدد

حفظك رب الأكوان

أختك
نسائم

اخي محب العسكريين
وفقت لكل خير
جعله الله في ميزان اعمالك